I find this absurd on many levels.
بقلم حمدى رزق
في ضاحية بيروت الجنوبية، كان اللقاء الأول، واختلط علي الأمر، فخاطبت الأمين العام لحزب الله بالشيخ حسن، فصحح لي مرافقه بابتسامة عذبة إنه من السادة، ينتمي إلي العترة النبوية، ولقبه الدارج «السيد».
السيد حسن نصر الله يرتدي باستدامة مسوح السواد، وكأنه راهب زاهد في قلايته، ولولا عباءته الشهيرة - بنية اللون - التي تتدلي من علي كتفيه في المؤتمرات الصحفية واللقاءات الجماهيرية، فتزيده وقاراً وشياكة لكان الأسود هولونه الأثير.
في بلدتي يرتدون الأسود حزناً علي فراق الأحباب، والأبيض علي من كان شهيدًا، يوم - ان كانت هناك حروب و شهداء - لكن السيد يفضله أسود رغم أنه «أبو الشهيد».
يوم أبلغه رفاقه باستشهاد ولده البكر «هادي» في مواجهة مع القوات الإسرائيلية، كان رده الوحيد، أن طلب منهم تركه وحده في مكتبه لدقائق معدودة، وخلف الباب الموصد، لم يبكِ السيد حسن، بل خلا إلي نفسه، واستجمع كل قواه وقيمه ومفاهيمه التي أوصلته إلي هذا المقام، بعدها خرج لتلقي تعازي الوفود الشعبية.
السواد يغرق السيد، عمامته سوداء، وشعره أسود فاحم، وحواجبه وشواربه ولحيته سوداء، بها شعيرات - شية - بيضاء، لكن شعاعاً أبيض ينفذ من بين عينيه السوداوين يخترق الضلوع، و يمس القلب فتعجب من أول نظرة بالسيد أبوالشهيد.
في المرة الأولي احتاج الأمر لجهد من أجهزة حزب الله لتمحيص هوية الزائر الجديد، والبحث فيما وراء الأكمة، وسؤال الأصدقاء قبل اللقاء، وتأجيل لمرات، وصرامة في لوجستيات اللقاء، ومن كان محبًا فليتحمل، فسلامة السيد أهم من أي لقاء.
الثانية كانت في قلب أزمة سياسية، والحرج يلف الضاحية، وتتعالي أصوات الجهاد، وتل أبيب تهدد باختطاف السيد، وخرج السيد إلي مبني تليفزيون «المنار» وعلي الهواء مباشرة ولمدة أربع ساعات يتلقي اتصالات المشاهدين في أكبر تحد لغرور إسرائيل، مرغ أنوف جنرالاتهم واستخباراتهم، وتحداهم أن يأتوا لاختطافه كما يزعمون.
وتأجل اللقاء في آخر لحظة، وكنت قاب قوسين أو أدني، في الحجرة التي تؤدي إلي مقعد أبو الشهيد، كانت الظروف الأمنية لا تسمح، وعندها الأمن سيد المكان، والحسم عنوان، وإطاعة الأوامر واجبة بالانصراف، بلا نقض ولا إبرام.
غادرت بيروت مكروباً تاركاً رسالة لمن أحببت، أُعزي فيها نفسي أن غادرت بدون لقائه - لم أعد أُخطئ في الألقاب بعد - وما إن وصلت إلي القاهرة وبعدها بأيام، ضربوا لي هاتفياً باللقاء، فعدت مسرعًا إلي حبيبتي بيروت في الانتظار، وقصدت ضاحيتها الجنوبية التي يقبع فيها السيد متحدياً الجيوش والاستخبارات، يومها طيب خاطري أن غادرت بلا لقاء، وأجاب أسئلتي جميعها وزاد في اللقاء.
يروون الكثير عن السيد، و هو لا يبالغ في الحكي يقتصد، يدخر للجهاد كل كلمة وكل نفس وكل قرش يدخل حصالة الجهاد «الجقة» التي يعلمون بها الأطفال أول طريق الادخار من أجل المقاومة.
يلهجون بذكره، ويتعيشون علي خطبه، بليغاً، جذلاً، مفوهاً، قادراً علي التحكم في نبرات الصوت، والضغط علي المخارج، لعله الثاني بعد الزعيم عبد الناصر الذي يستطيع تحريك الجماهير بالميكروفون، وإن زاد حسن نصر الله بالكاتيوشا التي استحدثها، وأرعب بها جنود الاحتلال، وأسقط بها جدار الأمن الإسرائيلي.
مهما اختلفنا معك، لا نملك إلا أن ننحني أمامك، فليس عاديا في زماننا أن يقدم زعيم سياسي حزبي، ابنه لخوض قتال ضد إسرائيل.
السيد حسن نصر الله يرتدي باستدامة مسوح السواد، وكأنه راهب زاهد في قلايته، ولولا عباءته الشهيرة - بنية اللون - التي تتدلي من علي كتفيه في المؤتمرات الصحفية واللقاءات الجماهيرية، فتزيده وقاراً وشياكة لكان الأسود هولونه الأثير.
في بلدتي يرتدون الأسود حزناً علي فراق الأحباب، والأبيض علي من كان شهيدًا، يوم - ان كانت هناك حروب و شهداء - لكن السيد يفضله أسود رغم أنه «أبو الشهيد».
يوم أبلغه رفاقه باستشهاد ولده البكر «هادي» في مواجهة مع القوات الإسرائيلية، كان رده الوحيد، أن طلب منهم تركه وحده في مكتبه لدقائق معدودة، وخلف الباب الموصد، لم يبكِ السيد حسن، بل خلا إلي نفسه، واستجمع كل قواه وقيمه ومفاهيمه التي أوصلته إلي هذا المقام، بعدها خرج لتلقي تعازي الوفود الشعبية.
السواد يغرق السيد، عمامته سوداء، وشعره أسود فاحم، وحواجبه وشواربه ولحيته سوداء، بها شعيرات - شية - بيضاء، لكن شعاعاً أبيض ينفذ من بين عينيه السوداوين يخترق الضلوع، و يمس القلب فتعجب من أول نظرة بالسيد أبوالشهيد.
في المرة الأولي احتاج الأمر لجهد من أجهزة حزب الله لتمحيص هوية الزائر الجديد، والبحث فيما وراء الأكمة، وسؤال الأصدقاء قبل اللقاء، وتأجيل لمرات، وصرامة في لوجستيات اللقاء، ومن كان محبًا فليتحمل، فسلامة السيد أهم من أي لقاء.
الثانية كانت في قلب أزمة سياسية، والحرج يلف الضاحية، وتتعالي أصوات الجهاد، وتل أبيب تهدد باختطاف السيد، وخرج السيد إلي مبني تليفزيون «المنار» وعلي الهواء مباشرة ولمدة أربع ساعات يتلقي اتصالات المشاهدين في أكبر تحد لغرور إسرائيل، مرغ أنوف جنرالاتهم واستخباراتهم، وتحداهم أن يأتوا لاختطافه كما يزعمون.
وتأجل اللقاء في آخر لحظة، وكنت قاب قوسين أو أدني، في الحجرة التي تؤدي إلي مقعد أبو الشهيد، كانت الظروف الأمنية لا تسمح، وعندها الأمن سيد المكان، والحسم عنوان، وإطاعة الأوامر واجبة بالانصراف، بلا نقض ولا إبرام.
غادرت بيروت مكروباً تاركاً رسالة لمن أحببت، أُعزي فيها نفسي أن غادرت بدون لقائه - لم أعد أُخطئ في الألقاب بعد - وما إن وصلت إلي القاهرة وبعدها بأيام، ضربوا لي هاتفياً باللقاء، فعدت مسرعًا إلي حبيبتي بيروت في الانتظار، وقصدت ضاحيتها الجنوبية التي يقبع فيها السيد متحدياً الجيوش والاستخبارات، يومها طيب خاطري أن غادرت بلا لقاء، وأجاب أسئلتي جميعها وزاد في اللقاء.
يروون الكثير عن السيد، و هو لا يبالغ في الحكي يقتصد، يدخر للجهاد كل كلمة وكل نفس وكل قرش يدخل حصالة الجهاد «الجقة» التي يعلمون بها الأطفال أول طريق الادخار من أجل المقاومة.
يلهجون بذكره، ويتعيشون علي خطبه، بليغاً، جذلاً، مفوهاً، قادراً علي التحكم في نبرات الصوت، والضغط علي المخارج، لعله الثاني بعد الزعيم عبد الناصر الذي يستطيع تحريك الجماهير بالميكروفون، وإن زاد حسن نصر الله بالكاتيوشا التي استحدثها، وأرعب بها جنود الاحتلال، وأسقط بها جدار الأمن الإسرائيلي.
مهما اختلفنا معك، لا نملك إلا أن ننحني أمامك، فليس عاديا في زماننا أن يقدم زعيم سياسي حزبي، ابنه لخوض قتال ضد إسرائيل.
4 comments:
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=23832
first anti hizb allah piece i have read in egyptian media so far
Thanks for the link, Memz.
They appall me...like we say in Tunisian dialect يعطيهم سخطة (I hope they get a sun stroke) I know, I know, our sayings and curses are out of this world, aren't they? :)
That would be a good idea for a post leilouta, I know you did the Tunisian pick-up lines before. Many Egyptian ones would sound very funny when translated into English.
Post a Comment