Monday, February 18, 2008

لا للنووى - رابع مرّة

.. (وادى هو ستات تانية محترمة بتتكلم (مافيش عندنا رجالة محترمين كتير ليام دى
:"وتولول بأعلى صوتها وتقول: "لا, لا للنووى يا جدعان

صباح الفل يا بلد٠٠٠٠استمعوا إليه

دق الدكتور محمد البرادعي ناقوس الخطر.. فهل تنصتون إليه؟!

قال لي الرجل الذي يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عشر سنوات وحتي الآن: إن مصر لا تزال تحتاج لدراسات جدوي علمية جادة، وخطة متكاملة للأمان النووي قبل أن تبدأ في برنامجها والسلامة.

قال الرجل: إن الدراسات القائمة لم تكتمل بعد، وإن البنية التحتية غير موجودة، وإن أسئلة كثيرة لابد من الإجابة عليها أولا.. من ضمنها تحديد نوع الطاقة التي نحتاجها، ولماذا نريد طاقة نووية، إضافة إلي العائد الاقتصادي، والأهم هو أولويات الإنفاق في المجتمع.

وقال البرادعي وبكل صراحة وصدق وأمانة: إن الوكالة لن تعطي مصر الضوء الأخضر لتنفيذ برنامجها إلا إذا استكملت الدراسات واستكملت المنظومة الأمنية.

البرادعي قال ذلك علي شاشة التليفزيون المصري وأمام الملايين، كما قاله أيضا للمسؤولين في الاجتماعات المغلقة وعلي رأسهم الرئيس مبارك.. فالقضية النووية لا يمكن العبث بها.. ولايمكن أن نتعامل معها مثل توشكي وشرق التفريعة وغيرهما من مشاريع ننفق عليها المليارات ثم نقول: معلهش دراسات الجدوي طلعت خطأ!!

أن يكون لنا برنامج نووي... هو قرار علمي اقتصادي فني قبل أن يكون قرارا سياسيا.. «القرار السياسي يجب أن يكون مبنيا علي اعتبارات فنية وعلمية وليس العكس».

اقتصاديا يجب أن نعرف جدواه.. ندرسه جيداً، فالمحطة الواحدة تكلف ملياري دولار - بالتأكيد ستوفر طاقة لمدة تتراوح ما بين ٤٠ - ٦٠ عاما، لكن السؤال هو: أي نوع من الطاقة؟ وما هي أولويات المجتمع؟ وهل نحتاج لهذا النوع من الطاقة بالذات أم أن هناك بدائل أخري؟

جملة مهمة قالها البرادعي: «إن الطاقة النووية ليست عنوان التقدم العلمي» فالتقدم يكون عن طريق مراكز الأبحاث.. وهناك دول متقدمة كثيرة مثل إيطاليا، النمسا، النرويج، وأستراليا لا تستخدم الطاقة النووية.. (٣٠ دولة فقط تستخدم الطاقة النووية حول العالم) كما أن هناك علي الجانب الآخر دولا نامية تهتم بالطاقة النووية مثل الصين والهند. القرار إذن يأتي بعد الدراسة وليس العكس.

ويدخل في الدراسة موقع المحطات.. فالضبعة كانت الموقع المختار منذ عشرين عاما. الآن الأمر يحتاج إلي دراسة جديدة خاصة بعد تأكد تأثيرات التغيرات المناخية علي السواحل وحزام الزلازل وغير ذلك كثير.

أما التحذير الأكبر الذي كرره البرادعي دون تردد فهو المنظومة الأمنية.. فسجل الأمان المصري حدث ولا حرج، ولا يمر يوم دون حوادث علي طرق أو مركب أو قطارات.. فما بالك بمحطة نووية الحادثه فيها لا تقتل فقط.. بل تخلف إشعاعات تدمر البيئة والإنسان والحيوان.. لسنوات قادمة.. بدون هذه المنظومة الأمنية المحكمة.. لا يجب أن نبدأ في أي مشروع نووي ولا نفكر فيه.

كلام البرادعي لا يجب أن يزعج القائمين علي البرنامج النووي المصري.. فالرجل يضع الحقائق جميعها علي المائدة أمامنا، وعلينا اتخاذ القرار.. ومرة أخري القرار هنا لا يجب أن يكون قرارا سياسيا، فالحكاية ليست نصرًا جديدًا للحزب الوطني او للحكومة.. ليست مشروعًا نوويا نهرع جميعًا خلفه ونظنه السد العالي الجديد، الحكاية ليست معركة مع البنك الدولي والمؤسسات الأجنبية.. كما كانت في الماضي.

الأمر هنا أكبر من ذلك وأخطر، قد نحتاج بالفعل إلي مصادر أخري للطاقة.. وقد تكون تلك هي الطاقة النووية.. لكن علينا أولا أن نتأكد من ذلك.. وأن يكون لدينا جهاز رقابي مستقل يدرس ذلك، غير تابع للحكومة وغير تابع للحزب الحاكم.. والأهم أن تكون لدينا المنظومة الأمنية المتكاملة.. بلا أخطاء بشرية، بلا اختراقات، بلا أعذار..

فالخطأ هنا لن يدفع ثمنه أشخاص، بل مجتمع بأكمله.. ولسنوات طوال.

البرنامج النووي.. ليس توشكي.. البرنامج النووي ليس شرق التفريعة.. البرنامج النووي - أيضا - ليس السد العالي.. قد يكون المشروع الأهم.. وقد لا يكون.. أرجوكم ادرسوه جيداً.. قبل القرار.. واستمعوا إلي محمد البرادعي... مرة واحدة، استمعوا إلي حديث العقل.. قبل إقامة الاحتفالات وإطلاق الأغنيات: نووي يا نووي.


* * *

وشكر خاص وتقدير لصراحة السيد محمد البرادعى … وأكاد أقول (وأقِر!) إن الراجل بيتكلم كمواطن مصرى قلبه عالبلد أولاً.. قبل ما يكون المدير العام لهيئة الطائة النووية.

Friday, February 15, 2008

Squandering victory

لا تهينوا منتخبنا القومي..علي عتبات الأغنياء أو شواطئ الخليج

فوجئت مثل غيري.. بمنتخب مصر.. وبعد أربع وعشرين ساعة فقط من قدومه إلي القاهرة حاملا كبرياء مصر وكأس أمم أفريقيا.. وقد شحنوه في طائرة خاصة إلي دبي ليتم تكريمه هناك.. وحزنت مثل غيري.. وأنا أري منتخب بلادي يدير ظهره لملايين المصريين الذين رقصوا في الشوارع والبيوت فرحا بانتصاراته ليتجمع مسؤولوه ولاعبوه لأول مرة بعد بطولة الأمم علي شاطئ خليج العرب والذهب.. وليس في مصر.. ليس في استاد القاهرة أو تحت قبة برلمان مصر أو علي شاشة تليفزيوناتها أو فوق أوراق صحافتها.. أو حتي في أي شارع أو ميدان في القاهرة أو أي مدينة مصرية.. وانجرحت مثل غيري.. بعدما اكتشفت أنني كنت واهما حين تخيلت أنني.. وكل طفل وشيخ وفتاة ورجل وامرأة في مصر.. شركاء في هذا الانتصار..
وأن هذه الكأس ملك لنا جميعا.. وأننا كلنا سنتقاسم معا كل هذا الكبرياء.. إلا أنه لم تمض إلا أربع وعشرون ساعة فقط ليصدمني واقع شديد المرارة وتفاجئني حقيقة واحدة بدت ظاهرة وساطعة وباقية.. وهي أننا نعيش في وطن لا يزال فيه من يتخيلون أنهم بإمكانهم بيع هذا الوطن لكل من يدفع.. وأن هناك من يستطيع الاستغناء عن كرامتنا كلنا وعن كبريائنا واحترام الناس لنا مقابل أظرف محشوة بالمال أو ساعات الذهب.. وانكسرت مثل غيري..
وأنا أري لاعبينا الكبار.. نجوم مصر وأفريقيا الذين كسبوا الكأس واحترام العالم كله.. وقد أجلسوهم في مدرجات أحد ملاعب دبي وكأنهم أطفال الملجأ حين تقيم إحدي المؤسسات أو الشركات الكبري حفلة تكريم.. فنجومنا الكبار جلسوا.. وكل منهم يرتدي التريننج سوت تماما مثل البيجاما التي يرتديها طفل الملجأ.. وبجانب كل لاعب منهم ثلاثة كراتين فيها الهدايا التي حصل عليها تماما مثلما يجلس أطفال الملجأ وكل منهم يحمل هديته فوق ركبتيه.. وللترفيه عن نجومنا الكبار جاءوا بمطربين شعبيين للغناء بنفس أسلوب ومنطق الترفيه عن أطفال الملاجئ.. وتساءلت مثل غيري: لماذا يقبل سمير زاهر ذلك؟
لماذا ينهار هكذا فجأة أمام إغراء المال والهدايا وهو الرجل الذي دخل تاريخ الكرة في بلادنا كأنجح رئيس لاتحاد الكرة في مصر بحكم الإنجازات والبطولات التي حققها سمير زاهر لمصر وللكرة في مصر؟ وأرجو ألا يقول لي أحد إنها كانت دعوة كريمة من الشيخ محمد بن راشد ولم يكن من اللائق رفضها.. فهذا حق يراد به باطل..
فاللياقة الحقيقية كانت تقتضي أن يحضر الشيخ محمد بن راشد إلي القاهرة ليقدم هداياه للاعبي المنتخب وللسادة أعضاء اتحاد الكرة.. أو كان من الممكن إبلاغ الشيخ محمد بأن المنتخب سيلبي الدعوة ولكن بعد أن يتم تكريمه في مصر أولا ومن المصريين جميعهم قبل السفر إلي دبي.. خاصة أن هدايا الشيخ لن تضيع والأموال قد يتأخر تسلمها ولكنها لن تذهب لجيوب آخرين.. وآه يا وطني.. كلما بدأت أنا وغيري نعلي رأسنا وندرك ونوقن أننا كبار.. يجيء من يصر علي أننا لا نزال صغارا.. أقزاما وسط عمالقة.. شحاذين وسط شيوخ وأغنياء.. فقراء يشحنهم النبلاء في طائرات خاصة وقتما يشاءون، وكيفما يريدون ونحن لا نملك إلا الطاعة والاستسلام.. آه يا مصر.. يا سوق اللحم والفرجة لكل الدول الأخري.. لكنك يا بلدي.. بالرغم من الدول الأخري.. بلدي.

Not to exaggerate the rhetoric or cast doubt on the good naturedness of the prince's invitation to honour the team - and I think his statements sought to express this - I agree with the writer that this episode was inappropriate on the whole.

...خاصة لما تسمع أغانى أطفال السعودية فى حب مصر

(.. قال كوبرى قال شلّة الحلاليف قال , قال)

Tuesday, February 12, 2008