وأعجب شيء أن الناس فى الحارات القريبة منا كالعطوف وكفر الزغارى والدراسة والحسينية يحسدوننا على أوقاف حارتنا ورجالنا الأشداء, فيقولون: حارة منيعة وأوقاف تدر الخيرات وفتوات لا يغلبون. كل هذا حق, ولكنهم لا يعلمون أننا بتنا من الفقر كالمتسولين, نعيش فى القاذورات بين الذباب والقمل, نقنع بالفتات, ونسعى بأجساد شبه عارية. وهؤلاء الفتوات يرونهم وهم يتبخترون فوق صدورنا, فيأخذهم الإعجاب, ولكنهم ينسون أنهم إنما يتبخترون فوق صدورنا, ولا عزاء لنا إلا أن نتطلع إلى البيت الكبير ونقول فى حزن وحسرة: ((هنا يقيم الجبلاوى, صاحب الأوقاف, هو الجد ونحن الأحفاد)).
.نجيب محفوظ – أولاد حارتنا, 1957
.نجيب محفوظ – أولاد حارتنا, 1957
No comments:
Post a Comment