يعملوها ويعتذروا

بقلم حمدى رزق

لو قبلوا القدم، مكانهم خارج الجامعة التي داسوا علي حرمتها بالأحذية، ولو أبدوا الندم، مكانهم أمام محقق جريء، يعلمهم احترام القانون.. لا تقبل منهم.. شفاعة.. الاعتذارات لا تصح في جريمة متكاملة الأركان دبرت بليلٍ، لإرهاب المجتمع.

القانون وحده هو الحكم، لابد أن تتخلي الجامعة الأزهرية عن سلبيتها التي أورثتها العجز عن مواجهة تلك الفئة الباغية، وتقدمهم جميعاً إلي مجالس تحقيق جامعية، ولتحمي الدولة قرار الجامعة ولا تتقاعس هي الأخري كما يحدث دوما.

اعتذارهم أقبح من ذنبهم، ما صدر عن طلاب الإخوان بجامعة الأزهر من اعتذار فضائي وإلكتروني، ذهبوا إليه راضين أو مدفوعين إليه من الجماعة لتداري عورتها التي أظهرتها بكل بجاحة في وجه المجتمع، مرفوض بالثلث، وأدعو جميع المفزوعين والمروعين لرفض هذا الاعتذار.

منتهي البجاحة، يعملوها في جامعة الأزهر، ويعتذروا عنها في فضائية مني الشاذلي، يعتذروا عن ماذا؟ نحن لا نتكلم عن سلوك طلابي مشين، غش، تمزيق ورق إجابات في لجنة امتحان صعب، ملاسنة، شغب في محاضرة، نحن أمام ميليشيا شكلوها سفاحاً في رحم الجامعة الإسلامية، ميليشيا عالية التدريب وجاهزة للقتال، لها مدربون، ومخططون، واستايلست اختار لهم ملابس سوداء وأقنعة سوداء بلون ليل الوطن.

منتهي الاستقواء، اعتذار عن احتراف من نعدهم للدعوة بالحق للمهارات القتالية، وبدلا من قراءة الآيات والاطلاع علي التفاسير، يتدربون علي ألفية «بروس لي» في الحركات الأرضية، وتفسير «جاكي شان» للصاعقات الدماغية.

منتهي الاستخفاف، لابد أن يقدموا فرادي وجماعات إلي مجالس تأديب تعلمهم الأدب الجامعي من جديد، وتعاقب كل من شارك في تلك الجريمة - ولو بهتاف - وكل من تواطأ مع تلك الجريمة - ولو بتصريح - لابد من حساب عسير حتي يعلموا أن هناك نظاماً ينكرهم، وقانونا يحظرهم، ودستوراً يرفض دولتهم الدينية.

منتهي الإجرام، جريمة متكاملة الأركان، والاعتذار عنها دليل ناصع علي ثبوتها بحق هؤلاء، الجريمة مضاعفة، إنها جامعة الأزهر.. الإسلام ياجماعة الشوم.. الجامعة التي حمت الإسلام، إنها قبلة الوسطية يا من قال فيكم كبيركم الذي علمكم السحر «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، والله الذي لا إله إلا هو، لو كان فيكم عرق ينبض بحب هذا البلد، لبكيتم فرادي وجماعات، بكاء مرشدكم الأول يوم قتل النقراشي، ندماً وألماً وحسرة علي ما ذهبت إليه جماعتكم من غلو وتطرف وتجييش في حق هذا البلد الأمين .

لا اعتذار ينفع ولا بكاء ينفع، لقد بلغ السيل الزبي، وبلغت جماعتكم «المحظورة» مبلغاً صار يهدد الآمنين في البيوت، ويروع الطلاب في الجامعات ويهدد بصدام لاتحمد عقباه بين شباب مصر المحروسة بعناية الله.

الضحك علي الذقون الذي يمارسه نائب المرشد الدكتور حبيب، والمُحن الذي يمارسه الدكتور البلتاجي، والتفكه الذي يتعامل به الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح مع تداعيات الأزمة وإنكارها، والتهوين منها.. يؤكد أنكم تقودون جماعة سوء، ميليشياوية، عصابية لا ترعوي لقانون، وتستقوي علي الآمنين، وتستعرض قواها علينا أجمعين.

الرسالة وصلت، والتهديد للنظام حصل، والخوف إلي البيوت وصل، والخشية خلخلت ركب المترددين، ولكن الرسالة الحقيقية أن تلك الجماعة لديها خطط انقلابية، كشفناها واحدة تلو الأخري من «التمكين» إلي «فتح مصر».. ولمن كانوا يشككون هاؤم اقرأوا كتابيه مفتوحا في جامعة الأزهر .